المؤتمر الدولي للامن السيبراني يضع السلطنة على خارطة الدول المهتمة بأمن المعلومات في العالم
التاريخ : 4/10/2012
اختتمـت فعاليات المؤتمر الدولي للأمن السيبراني والذي نظمته هيئة تقنية المعلومات ممثلة في المركز الوطني للسلامة المعلوماتــية بالتعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات وشركــة نســيبة . وقد تم افتتاح المؤتمر صباح الاثنين الموافق 2 أبريل 2012 بفندق جراند حياة مسقط وذلك برعاية معالي الدكتور عبدالله بن محمد بن سعيد السعيدي وزير الشؤون القانونية وبحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة والرؤساء التنفيذين في مجالات تقنية المعلومات والاتصالات في عدد من دول العالم . اتى المؤتمر لتسليط الضوء على دور السلطنة كمركز اقليمي هام في مجال الأمن السيبرانـي، ولإستقطاب الخبراء و المتحدثيين الدوليين في هذا المجال للتعرف على تجارب الدول والاستفادة منها.
أمن المعلومات
في بداية اللقاء قدم الدكتور سالم بن سلطان الرزيقي الرئيس التنفيذي لهيئة تقنية المعلومات كلمة قال فيها : تلعب هذه الملتقيات الدولية أهمية بالغة في الإسهام في فهم التحديات التي قد تعوق مساعينا في توفير الحماية من الهجمات على الشبكات والحاسب الآلي، حيث يأتي مؤتمرنا هذا تواصلا للجهود المبذولة من مختلف دول العالم للإستفادة من تجارب كبار الخبراء في مجال أمن المعلومات ممن يشغلون مناصب إدارية في الهيئات الحكومية وقطاع المصارف والنفط والغاز وشركات حماية المعلومات، والخروج بخلاصة تلك التجارب للتعرف على طرق التعامل مع التحديات الناجمة عن الهجمات والاختراقات الأمنية التي يتعرض لها كل من القطاعين العام والخاص، وما ينتج عن ذلك من أضرار وخسائر جسيمة بمختلف القطاعات الحيوية للدول، بما قد يكون له تأثير على اقتصاديات الدول.
إحصائيات في أمن المعلومات
وأضاف الدكتور سالم الرزيقي : إن التطور المتسارع في قطاع الإتصالات وتقنية المعلومات قابله في الوقت ذاته تطور في الوسائل والأساليب والبرامج التي يستخدمها قراصنة الإنترنت والمعلومات لشن الإختراقات ومحاولات التجسس الإلكترونية ، هذا و تشير التقارير الأخيرة من شركة سيمانتك لعام 2011 إلى أن 431 مليون شخصا كانوا ضحايا للجرائم الإلكترونية خلال عام 2011 وأن 14 شخض بالغ هم ضحايا الجرائم الإلكترونية كل ثانية و مليون شخص كل يو و أن الخسائر السنوية العالمية للجريمة الالكترونية تقدر ب 388 مليار دولار ، تشمل الخسائر المالية إضافة إلى ما يرتبط كذلك بالانتاجية و الوقت. وأضاف الرزيقي : كما تشير التقارير كذلك إلى أن أعداد فيروسات الحاسب الآلي سنويا يتوقع أن تتجاوز المليونين وأن المصروفات و الاستثمارات العالمية في مجال الأمن السيبراني يتوقع أن تصل إلى 60 مليار دولار. في 2011 مع زيادة بواقع 10 % خلال السنوات الثلاث التالية بحسب تقرير شركة PWC وأشارت الإحصائيات كذلك إلى أن الهجمات التي تعرضت لها شركة سوني في شهر مايو الماضي و الذي تسبب في تعطيل شبكة البلاي شتيشن لمدة 23 يوما و تعرض بيانات أكثر من عشرات الملايين من المشتركين للتسريب، و قدرت الخسائر التقريبية بنحو 171 مليون دولار ، و في تقرير آخر لشركة مكافي ، إشارات الاستطلاعات إلى ان 5ء % من الخبراء يرون ان هناك سباقا في مجال التسلح الإلكتروني و أن نسبة 36% يعتقدون أن التسلح الإلكتروني بات أكثر أهمية من التسلح التقليدي ، كما أن 43% يرون ان الهجمات على مؤسسات البنى الأساسية تحديدا قد ينجم عنه عواقب أكثر تأثيرا على الاقتصاد الوطني للدول مقارنة بغيرها من الهجمات على القطاعات الآخرى.
عمان الرقمية وأمن المعلومات
قال الرزيقي : إن استراتيجية مجتمع عمان الرقمي والحكومة الإلكترونية خلال سعيها إلى وضع اللبنات الأساسية لنقل السلطنة إلى مجتمع معرفي آمن، فقد نفذت مجموعة من المبادرات المتعلقة بالبنى الأساسية والخدمات الحكومية الإلكترونية ومجموعة آخرى من المبادرات في أمن المعلومات ، التي تهدف إلى إتخاذ التدابير والإحترازات اللازمة للتعامل مع هذه المخاطر بالتعرف على نقاط الضعف والثغرات الأمنية بالمؤسسات الحكومية ومؤسسات البنى الأساسية الوطنية و قطاعات الصناعات الحيوية في السلطنة ووضع الحلول والتخطيط للمستقبل في هذا المجال الحيوي.
تحديات الأمن السيبراني
وقال إبراهيم الحداد المدير الإقليمي للإتحاد الدولي للإتصالات: شهدت السنوات األخيرة نموا في التقنية والاتصالات ولذلك اكتسب الفضاء السيبراني أهمية بالغة ، وتطرق إلى ذكر التحديات التي يواجهها الأمن السيبراني ، منها قلة القوانين في مجال الجرائم الإلكترونية في هذا العالم ، وتطرق الحداد إلى المبادرات التي تم تنفيذها من الإتحاد الدولي للإتصالات لدعم الأمن في هذا العالم الافتراضي.
واقع الأمن السيبراني
بعد ذلك بدأت جلسات العمل بجلسة واقع الأمن السيبراني في دول مجلس التعاون الخليجي قدمها المهندس بدر بن علي الصالحي مدير المركز الوطني للسلامة المعلوماتية بهيئة تقنية المعلومات سلط فيها الضوء على ما تقوم به دول مجلس التعاون الخليجي لتطوير أساليب التحكم الخاصة بها والتعريف برؤية المنطقة لمستقبل الشرق تلاها جلسة التحديات العالمية التي تواجه الأمن السيبراني ناقشت واقع الأمن السيبراني بصفته تحديا عالميا يمكن مواجهته من خلال التعاون بين مختلف الدول في كافة أنحاء العالم ، كما تطرقت للتحديات الجديدة في مشهد الأمن السيبراني العالمي ، وما يرافقه من تطور متزايد للشبكات على مستوى البنية الأساسية مع زيادة في حجم المخاطر والتهديدات التي تتعرض لها، وركزت وجهة النظر هذه على مدى تعقيد الجيل الجديد من الهجمات السيبرانية ، كما طرحت وجهة النظر الثانية في هذه الجلسة التعاون الدولي من أجل أمن سيبراني فعال وأنه يعتبر تبادل المعلومات عنصرا رئيسيا في توفير حماية سيبرانية فعالة، ويتيح تشارك المعلومات بين الدول في مختلف المناطق درجة أعلى من الشفافية والحد من المخاطر والتهديدات، وركزت وجهة النظر هذه على الاستراتيجيات العملية الخاصة بتبادل المعلومات وفوائد القيام بها بطريقة فعالة.
فيما ركزت وجهة النطر الثالثة إلى فهم عواقب الهجمات ذات المستوى العالي التي تشهدها العديد من الدول النامية و دراسة العواقب الناجمة عن حرب المعلومات العالمية، آخذة بعين الإعتبار الهجمات الأخيرة على البنى الأساسية الهامة والأثر الذي تتركه على الصعيد العالمي ، وقدمت وجهة النظر هذه المزيد من المعلومات المتعلقة بالتهديدات الخطيرة وأثرها على الأسواق الناشئة في منطقة الشرق الأوسط.