بمشاركة أكثر من 55دولة .. السلطنة تنظم المؤتمر السنوي للمراكز الوطنية للسلامة المعلوماتية

التاريخ : 12/31/2012


نظمت أمس هيئة تقنية المعلومات ممثلة في المركز الوطني للسلامة المعلوماتية المؤتمر السنوي الدولي للمراكز الوطنية للسلامة المعلوماتية بالدول الاسلامية بقاعة مجان بفندق قصر البستان بمشاركة عدد من الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الاسلامي . رعى حفل افتتاح المؤتمر معالي الدكتور عبدالله بن محمد بن سعيد السعيدي وزير الشؤون القانونية بحضور معالي المهندس علي بن مسعود السنيدي رئيس مجلس إدارة هيئة تقنية المعلومات ومجموعة من أصحاب المعالي والسعادة . ويهدف المؤتمر إلى تعزيز أمن المعلومات بالسلطنة لدى مختلف المؤسسات الحكومية و مؤسسات البنى الاساسية و قطاعات الصناعات الحيوية بالسلطنة إضافة الى إبراز الجهود التي تقوم بها السلطنة في هذا المجال ضمن إطار التعاون الاقليمي و الدولي .



كلمة الهيئة


افتتح برنامج الحفل بكلمة الهيئة ألقاها الدكتور سالم بن سلطان الرزيقي الرئيس التنفيذي للهيئة تطرق فيها إلى أن
التطور المتسارع في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات قابله في الوقت ذاته تطور في الوسائل والأساليب والبرامج التي يستخدمها قراصنة الانترنت والمعلومات لشن اختراقات وهجمات الكترونية ، وقد شهد العالم الرقمي على مدار السنوات الماضية مجموعة من هذة الهجمات استهدفت عددا من الدول و المؤسسات و خلفت آثارا وخسائر ا قدرت بمئات الملاين و المليارات،  حيث  شهد العالم أول حرب إلكترونية في عام 2007 في الهجوم الذي استهدف جمهورية استونيا و الذي تسبب في  شلل مجموعة كبيرة من الخدمات الالكترونية ، و في عام 2009 تعرض الموقع الالكتروني للبيت الابيض و بعض المواقع التجارية في الولايات المتحدة كموقع شركة جوجل  لهجوم إلكتروني.

وأضاف : "هذا و على المستوى الاقليمي و في الشرق الاوسط تحديدا فقد تم استهداف مجموعة من مؤسسات البنى الاساسية و مؤسسات الطاقة في بعض الدول عن طريق احد احدث البرامج الفيروسية و التجسسية فيما عرف بفيروس ستكس نت حيث وصلت نسبة الاصابة به في احد الدول بالمنطقة بما يعادل 60 % من اجمالي عدد الاصابات بالعالم . و لمن يكن الوضع أفضل حال في هذا العام حيث تم استهداف مجموعة من أكبر مؤسسات البنى الأساسية بدول المنطقة في قطاعات النفط و الغاز،  الأمر الذي يبرز على الساحة أهمية التعاون الاقليمي و الدولي و العمل سويا على مواجهة التحديات و التهديدات التي يفرضها التحول الى العالم الرقمي. و فيما يتعلق بالخسائر المترتبة على الهجمات الإلكترونية فقد بلغت بعض هذه الخسائر ارقاما بمائات الملاين و المليارات  ، نذكر منها على سبيل المثال: تسبب الاختراق الامني لشركة سوني الى افشاء معلومات اكثر من 100 مليون مستخدم و قدرت الخسائر ب 2 مليار دولار، وتسبب الاختراق الأمني لأحدى شركات التسويق في الولايات المتحدة لسرقة البيانات و البريد الالكتروني لملايين المستخدمين و قدرت الخسائر ب 225 مليون دولار ، كما تمكن مجموعة من المخترقين من سرقة أكثر من 45 مليون بطاقة ائتمان قدرت خسائرها ب 256 مليون او أكثر.

وأكمل :" ان ما سجلته الأعوام الاخيرة من تحول كبير في تطور الهجمات الإلكترونية؛ يتطلب معه زيادة اهتمام جميع الأجهزة الحكومية ومؤسسات البنى الاساسية في كل دولة لمراجعة استراتيجياتها المتعلقة بهذا الشأن، وذلك لسد الثغرات تحسباً لمثل هذه الأحداث. حيث إن وقوع مثل هذه الهجمات يمكن أن يحد من قدرات المؤسسات الحكومية والخاصة في توفير الخدمات الأساسية للمواطنين ، وضمن ذلك الإطار؛ تعمل هيئة تقنية المعلومات من خلال  مبادراتها المختلفة في أمن المعلومات ومن خلال المركز الوطني للسلامة المعلوماتية على تعزيز التعاون الاقليمي و الدولي في مجال الأمن السيبراني  بين السلطنة و بقية الدول .

برنامج حفل الافتتاح


عدها ألقى رئيس مجلس إدارة مركز الأمن المعلوماتي بماليزيا الفاضل محمد الزومي أوضح فيها أن أمن المعلومات عنوان عريض لبحر من التفاصيل المعلوماتية الأمر الذي استوجب تنظيم هذا المؤتمر تحت مظلة منظمة التعاون الاسلامي الذي يلقي الضوء من خلال جلساته على كثير من المحاور التي تحيط بهذا العالم الحيوي . بعدها ألقى المهندس بدر بن علي الصالحي مدير المركز الوطني للسلامة المعلوماتية بهيئة تقنية المعلومات كلمة حول اختيار المركز لإدارة المركز الاقليمي للأمن الالكتروني للمنطقة العربية وإعداد مجموعة من الاجراءات والسياسة الخاصة بحماية المؤسسات الحكومية ومؤسسات البنى الأساسية . كما ألقى راؤول شيزا مؤسس ورئيس شركة بروكرز سيكيورتي كلمة حول المخاطر التي تهدد سلامة قواعد البيانات وشبكات الاتصال والمخاطر التي أحدثتها وسائل تقنية المعلومات الجديدة . واختتم الحفل بتقديم هدية تذكارية لراعي الحفل.



جلسات المؤتمر


ضمن برنامج المؤتمر مجموعة من الجلسات ، تناولت الجلسة الأولــى تشـكيل مستقبل أمن المعلومات   ، وناقشت تعزيز الأمن السيبراني والعمل على خلق بيئة معلوماتية آمنـة ، وذلك لأن تنامي الحاجات التقنية لقطاعات البنى الاساسية سبب في تعرضهـا للتهديدات السيبرانيـة،  وبالتالي من المهم ان يتم تطوير السياسات الشاملة لأمن المعلومات . أما الجلسة الثانـية تناولت الجيل الجديد من المخاطر والتهديدات السيبرانيـة، والعقبات المترتبة عليها كما أنها تطرقت إلى مبدأ أن السلالة الجديدة من التهديدات السيبرانية تهدد النظام الايكولوجي والأمن السيبراني للأمم، وقد تؤثر سلباً على بناء القدرات البشرية والتقنية مما اثار التحالفات الإقليمية للدعوة إلى ايجاد الحلول العالميـة.

وتحدث المحاضرون في الجلسة الثالثـة عن تطوير القدرات البشرية في إدارة آثار وعواقب الجيل الجديد من المخاطر والتهديدات السيبرانية ، ذلك لأن لقدرات البشريـة لها دور كبير في تحديد كيفية إدارة الفرق الأمنية للتهديدات السيبرانـية بصرف النظر عن السياسات والتقنيات المستخدمة، ولكن تكمن التحديات الرئيسية التي نواجهها اليوم في بناء هذه القدرات للتعامل مع الحوادث الأمنيـة. وتضمنت الجلسة الرابعـة حوار مفتوح حول التهديدات الناشئة و التحالفات الإقليمية ، حيث أنه في وقتنا الحاضـر، لا يمكن للفرق الأمنية العمل على عزلة إدارة الجيل الجديد من التهديديات السيبرانيـة ، وبالتالي تكمن الشكوك فيما اذا كانت التحالفات الإقليمية تعمل حقـاً في تخفيف أثر هذه التهديدات. وهنا سيسلط الضوء على أفضل الاستراتيجيات المتبعـة للحد من مخاطر وتهديدات الأمن السيبراني.



أهداف المؤتمر


وتسعى الهيئة من خلال تنظيم هذا المؤتمر الى تسليط الضوء على مجموعة من المحاور هي : تعزيز دور السلطنة  لتكون مركزا إقليميا هاما في مجال الأمن السيبراني ، و إستقطاب خبراء و متحدثيين دوليين في هذا المجال للتعرف على تجارب الدول في هذا المجال ، كما ان عقد المؤتمر تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي سيتيح إستقطاب الشركات و المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال ، إضافة إلى تسليط الضوء على اهم المستجدات في مجال أمن المعلومات و التهديدات و المخاطر الامنية على الساحة المعلوماتية ، و الاطلاع على الاستراتيجيات لمواجهة تحدي الأمن الإلكتروني على المستويات الوطنية لا سيما  الحكومات ومؤسسات البني الوطنية الأساسية و الصناعات الحيوية ، و الاستجابة بفاعلية للحوادث الامنية المعلوماتية و إيجادر التدابير الوقائية لتجنب التعرض لها و تقليل نطاق تأثيراتها.

نبذة عن المنظمة


جدير بالذكر أن منظمة التعاون الإسلامي هي منظمة دولية تضم 57 عضوا بما في ذلك السلطنة و لها كذلك وفد دائم بالامم المتحدة ، حيث تعد ثاني أكبر منظمة دولية بعد الأمم المتحدة، و يندرج تحت هذه المنظمة فرق و مراكز السلامة المعلوماتية بالدول الاعضاء تحت مسمى (OIC-CERT) حيث يتم عقد مؤتمر و إجتماع سنوي يجمع المراكز و المختصين بالسلامة المعلوماتية لمناقشة تحديات الأمن السيبراني و المشاركة في التجارب و الحلول التي تتبناها الدول الأعضاء للتعامل مع المخاطر و التهديدات الإلكترونية المتزايدة. هذا و قد تحصل المركز الوطني للسلامة المعلوماتية بالهيئة خلال السنة الماضية على عضوية اللجنة الرئيسية و التي تعمل كمجلس إدارة (OIC-CERT) تقديرا للجهود التي يبذلها المركز بالهيئة لتعزيز أمن المعلومات بالسلطنة و المساهمات على المستوى الإقليمي و الدولي في هذ المجال . و ضمن الإجتماع الإعتيادي للجنة الرئيسية فقد تم ضمن أجندة الإجتماع مناقشة إستضافة المؤتمر و الإجتماع السنوي للعام 2012 و تم توجيه الدعوة للسلطنة لابداء رغبتها في إستضافة هذا المؤتمر تثمينا للجهود التي تبذلها السلطنة في سبيل تعزيز الأمن المعلوماتي على المستوى المحلي و مساهماتها المستمرة على المستويين الإقليمي و الدولي.