حلقة عمل بناء الإستراتيجية الوطنية لحماية الأطفال على الأنترنت
التاريخ : 10/28/2013
بدأت يوم أمس بفندق سيتي سيزنز مسقـط فعاليات ورشة بناء الإستراتيجية الوطنية لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت، بتنظيم من المركز الاقليمي للأمن السيبراني للإتحاد الدولي للإتصالات والذي تستضيفة السلطنة ممثلة في هيئة تقنية المعلومات، و يتولى إدارته و تشغيله المركز الوطني للسلامة المعلوماتية بالسلطنة حيث رعى الدكتور سالم بن سلطان الرزيقي الرئيس التنفيذي لهيئة تقنية المعلومات حفل بدء حلقة العمل بمشاركة عدد من المحاضرين الدوليين ومن المتخصصين في مجال أمن المعلومات بمختلف المؤسسات الحكومية والخاصة بالسلطنة.
الاهداف
بدأت حلقة العمل بكلمة هيئة تقنية المعلومات قدمها المهندس بدر بن علي الصالحي مدير عام المركز الوطني للسلامة المعلوماتية تحدث فيها عن أهداف حلقة العمل حيث قال:" تهدف حلقة العمل إلى إيجاد استراتيجية وطنية لحماية الاطفال على الانترنت من خلال عرض عدد من السياسات والإستراتيجيات التي من شأنها حماية الطفل في الفضاء السيبراني ومناقشة الإجراءات التقنية والإجرائية بهدف إيجاد خطة عمل مشتركة على المستوى الفني والإجرائي لتعزيز حماية الاطفال على الانترنت وكذلك مناقشة السبل والخطط لبناء القدرات البشرية والمؤسسية لحماية الأطفال على شبكة الإنترنت" وشدد الصالحي على أهمية التعاون والشراكة بين القطاع العام والخاص بما من شأنه أن يساهم في توفير بيئة الكترونية آمنه للاطفال وسلط الضوء على الادوار و المسؤليات لمختلف الجهات المعنية بحماية الاطفال من مخاطر الانترنت ومناقشة الفرص والتحديات في مجال حماية الأطفال في الفضاء السيبراني"
صعوبات
وحول التطور الذي تشهدة تقنية المعلومات و الاتصالات والصعوبات التي تواجه الجهات المعنية بحماية الأطفال مع مخاطر الانترنت يقول الصالحي: أصبحت شبكة الانترنت وتقنيات المعلومات و الاتصالات تأخذ جزءا كبير من أوقاتهم و حياتهم و أصبح العالم الالكتروني يتسع شيئاً فشيئاً أمام عالم الأطفال من خلال شبكة الانترنت. ولا زال عنصر السلامة وسط هذه البيئة المتداخلة مسألة فائقة الأهمية تشغل بال العديد من المهتمين بما في ذلك الدول و المؤسسات على اختلاف اشكالها. ويضيف: " تشير الاحصائيات الى أن 60% من الأطفال والمراهقين يتكلمون في غرف المحادثة/الدردشة يومياً و أن ثلاثة أطفال من كل أربعة على استعداد للإدلاء بمعلومات شخصية عن أنفسهم وأسرهم مقابل سلع وخدمات،
ويضيف الصالحي:" يمثل سلوك المخاطرة على الانترنت جزءا من عملية النمو التي يواجهها اولياء الامور في كافة الجوانب المتعلقة بسلامة الطفل بما فيها الانترنت، كما من الواجب أن يُتخذ زمام المبادرة في هذا المجال لتوجيه الأطفال بين دهاليز هذا العالم الشاسع المسمّى بالانترنت، وذلك للتمكّن من استخدام هذه الأداة والتمييز بين سلبياتها وإيجابياتها ومعرفة متى تضع الحدود الفاصلة ومتى تفرض القيود الآمنة على استخدام الانترنت وكذلك لتقييم مدى استفادتهم منها وتشجيعهم على استغلالها لتنمية معارفهم وتوسيع خبراتهم ومداركهم وتوجيههم إلى الاستخدام الآمن لها.
ميثاق حقوق الطفل
وتحدث الصالحي عن تبني السلطنة لإعلان المبادئ الصادر عن القمة العالمية لمجتمع المعلومات الذي يتضمن ميثاق حقوق الطفل ويقول:" اخذت السلطنة على عاتقها مجموعة من المبادرات و البرامج لحماية الاطفال على الانترنت،وتحقيقاً لهذه الغاية، فقد قامت هيئة تقنية المعلومات ومن خلال المركز الوطني للسلامة المعلوماتية بتنفيذ العديد من المبادرات في مجال "حماية الأطفال على الانترنت " في السلطنة سيتم التطرق لها من خلال ورشة العمل، ويضيف:" إننا نأمل أن تتكاتف جهود الجميع وأن تعمل سوياً يداً بيد من أجل توفير بيئة استخدام آمنة للإنترنت للأطفال ولكافة أفراد المجتمع، وذلك طموحا للوصول إلى غاية بناء مجتمع معرفي آمن يتمتع بتوظيف التقنية الحديثة والمعرفة الرقمية من أجل حياة أكثر عطاءاً وإنتاجيةً واستقراراً".
أوراق العمل
اشتمل برنامج اليوم الاول على عدد من أوراق العمل المهمة بدأت بنبذة عن برنامج حماية الأطفال على الأنترنت قدمتها السيدة كارلا ليسياراديلو من الإتحاد الدولي للإتصالات وتحدثت فيها عن بناء العلاقات الدولية مع السلطنة في مجال حماية الطفل وأشادت بالدور الذي تلعبه السلطنة على المستوىين المحلي والدولي في مجال حماية الطفل من مخاطر تقنية المعلومات عموماً، بعدها قدمت السيدة أميليا جوا من منظمة أمباكت ورقة عمل بعنوان حلقة الوصل بين التقنية والسياسات في مجال حماية الأطفال.
وقدمت امل المشايخية من المركز الوطني للسلامة المعلوماتية بهيئة تقنية المعلومات وقة عمل تطرقت فيها إلى إنجازات المركز في مجال حماية الأطفال على الأنترنت والفعاليات والبرامج التوعوية المتنوعة التي حققت الأهداف النبيلة التي يطمح إليها هذا البرنامج. تلتها ورقتي عمل بعنوان التعاون الدولي ودور برنامج حماية الأطفال على الأنترنت وتقييم الشراكات والمبادرات الدولية الحالية، بعدها تناولت السيدة يوليا مورينتيس ورقة عمل بعنوان الهيكل القانوني لبرنامج حماية الأطفال على الأنترنت ودراسة تحليلية لوضع الدول العربية في هذا المجال. وأختتمت فعاليات اليوم الأول بورقة عمل بعنوان بناء القدرات والمهارات في مجال حماية الأطفال على الأنترنت وكيفية إستثمار هذه الكفاءات على المستوى المحلي قدمها الدكتور سانجيت بولار من منظمة وايز كيدز.
أجندة اليوم الثاني
من المقرر أن يشتمل جدول أعمال حلقة العمل لهذا اليوم الأثنين على ورقة عمل حول بناء القدرات والمهارات في مجال حماية الأطفال يقدمها كلاً من الفاضل محمد مصطفى من منظمة الأطباء المختصون بالدعم الإجتماعي ( DISC ) و الدكتورة سلمى عباسي من جمعية العالم الإلكترونية (eWWG) ، بعد ذلك يقدم بيندو شارما من ICMEC ورقة عمل بعنوان الهيكل التنظيمي لمشاريع حماية الأطفال على الأنترنت وأهمية خلق طرق تواصل متنوعة داخل المجتمع، و تختتم أوراق العمل في اليوم الثاني ورقة عمل بعنوان المعايير التقنية والإجرائية لمشروع حماية الأطفال على الأنترنت وأهمية الشراكة بين القطاعين الخاص والعام يقدمها كلاً من الفاضل ماكس توماس من السايبر جارديان والفاضلة مايلا بيلاو من مؤسسة تريند مايكرو.
دور الهيئة
في ظل التقنية الحديثة ومع تزايد إستخدام شبكة الإنترنت كثرت تلك المواقع المشبوهة التي تقف وراءها عصابات منظمة وقراصنة تمكنوا من إختراق الانظمة والخصوصيات مما شكل تهديدا كبيرا على أمن الدول والأفراد على حد سواء، وتزايدت هذه الخطورة على النش والأطفال لعدم معرفتهم بما تحتويه بعض هذه المواقع المشبوهة من مخاطر تؤثر تأثيرا خطيرا على مستقبلهم وتصل بهم في كثير من الأحيان إلى حد إرتكاب جرائم يعاقب عليها القانون من دون ادراك منهم.
وفي هذا الصدد أولت هيئة تقنية المعلومات ضمن استراتيجية مجتمع عمان الرقمي و الحكومية الالكترونية اهتماما بالغا بامن الاطفال على الانترنت و قد تناولت الهيئة هذا الموضوع من عدة جوانب شملت القوانين و التشريعات الالكترونية من حيث سن قانون المعاملات الالكترونية و قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات حيث تناول القانون عقوبات مضاعفة في حال ان كان المستهدف بالجريمة الالكترونية من فئة الاطفال و الجانب المؤسسي و تمثل بانشاء المركز الوطني للسلامة المعلوماتية بالهيئة حيث ياتي ضمن اولوياته الاهتمام بحماية الاطفال على الانترت و جانب بناء القدرات من حيث تاهيل و توعية الاطفال و المدرسين و اولياء الامور بوسائل الحماية التي تساعد الاطفال و تجنبهم الوقوع في المخاطر الامنية المعلوماتية و كذلك الجانب التقني من حيث توفير البرامج و الادوات التي توفر قدر اكبر من الامان عند استخدام الاطفال للتقنية و عند تصفح الانترنت و اخيرا جانب التعاون الاقليمي و الدولي في هذا المجال حيث تشارك الهيئة في جهود المنظمات الاقليمية و الدولية في هذا المجال .
هذا و قد بادرت الهيئة ضمن مبادراتها المختلفة في مجال حماية الاطفال من مخاطر الانترنت بتبنى مبادرة حماية النشئ على الانترنت. حيث جاءت مبادرة حماية الاطفال من مخاطر الانترنت في طليعة أولويات المركز الوطني للسلامة المعلوماتية بالهيئة وتبنت الأجندة العالمية للأمن السيبراني من الجانب التأسيسـي ، القانوني، التقني و الإجرائي بالاضافة إلى تفعيلها لبناء القدرات و التعاون الدولي في هذا المجال. وتتضمن المبادرة حماية لاطفال من خلال تثقيفهم وتزويدهم بالمعرفة والوسائل التوعوية اللازمة لتجنب الاخطار وطرق الابلاغ عنها عند وقوعها. ولم يقتصر دور المركز الوطني للسلامة المعلوماتـية بهذه المبادرة بل أن هناك العديد من الانجازات يُذكر منها: الحملة الوطنيـة لأمن المعلومات، موقع ملتقى الاطفال للسلامة المعلوماتية، ورشة عمل إقليمية حول حماية الطفل على الإنترنت في المنطقة العربية، برنامج حماية الأطفال على الإنترنت وبرنامج سفراء السلامة المعلوماتيـة، بالاضافة إلى العديد من الوسائل التوعوية.