بمشاركة السلطنة انطلاق فعاليات أسبوع الأمن السيبراني الإقليمي في الكويت
انطلقت الأحد فعاليات المؤتمر العربي الإقليمي للأمن السيبراني والذي ينظمه المركز العربي الإقليمي للأمن السيبراني، بالتعاون مع المكتب الإقليمي العربي للاتحاد الدولي للاتصـالات خلال الفترة من 21-22 أكتوبر الجاري في فندق جميرا المسيلة في دولة الكويت الشقيقة، وذلك باستضافة من الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات بدولة الكويت وبمشاركة أكثر من 30 دولة عربية وإقليمية من بينها السلطنة ممثلة في هيئة تقنية المعلومات وعدد من المؤسسات الحكومية الأخرى.
تهديدات سيبرانية
فعاليات الأسبوع السيبراني لهذا العام تتضمن عددا من الفعاليات المهمة والتي بدأت بتنظيم المؤتمر الإقليمي السابع للأمن السيبراني لمدة يومين تحت شعار: "جاهزية الأمن السيبراني في الثورة الصناعية الرابعة " والذي اشتمل على كلمة افتتاحية للهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات ألقاها معالي المهندس سالم الأذينة (رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات في دولة الكويت) وتحدث فيها عن أهمية المؤتمر في ظل التهديدات والجرائم الإلكترونية التي أصبحت في تزايد واضح وأكثر تأثيرًا وضررًا، وبدأت تشكل الهاجس الأكبر للدول العربية، وأكد فيها على ضرورة مواكبة التطور وإعداد الخطط وتكثيف التعاون وتبادل الخبرات للتصدي لهذه المخاطر. كما أوضح الأذينة أن انعقاد هذا المؤتمر يتزامن مع ما قامت به دولة الكويت مؤخرًا، وبعد مضي عامين من العمل الدؤوب لتطوير قطاع الأمن السيبراني في البلاد، فقد تم اعداد إطار العمل والهيكل التشغيلي للأمن السيبراني الوطني ليساهم بتفعيل التعاون بين مؤسسات الدولة وتحديد الأدوار المطلوبة لإدارة المخاطر الالكترونية وبناء القدرات وتعزيز ثقافة الأمن السيبراني، وأضاف: "كلي ثقة أن هذه الجهود ستتواصل لتنفيذ الاستراتيجية وإنشاء مركز وطني للأمن السيبراني يساهم بتعزيز أمن البنية التحتية".
واختتم الأذينة كلمته قائلا: "لقد أخذنا على عاتقنا مواجهة التحديات الكبيرة مأخذ الجد، وتكثيف الجهود لما يحدق بنا من اخطار تزيد من احتمالات حدوث اختراقات إلكترونية تؤثر على البنى الاساسية والخدماتية والاقتصادية والأمنية والتي باتت تشكل الشريان الحيوي لاقتصاد الدولة.
ثورة رابعة
واشتمل المؤتمر على كلمة للمهندس بدر بن علي الصالحي (رئيس المركز العربي الإقليمي للأمن السيبراني) تحدث فيها عن تنامي التوجه نحو تقنيات الثورة الصناعيـة الرابعـة وتأثيراتها السلبية على مستوى الأمن السيبرانـي الامر الذي يحتم على الدول تعزيز مستوى جاهزيـة الأمن السيبراني والعمل على الحد من تسريع وتيرة الهجمات الإلكترونية أو تقليل تأثيرها على الأفراد والمؤسسات والدول على حد سواء، وأشار الصالحي إلى بعض الاحصائيات الدولية الخاصة بهذا الجانب ومنها: دراسة حديثـة لشركـة "كاسبرسكي" والتي تبين أن 48% من المؤسسات تعترف بعدم اتخاذها أية تدابير للكشف عن تهديدات شبكات البنى الأساسيـة في ظل تطور الرقمنة المشتملة على إنترنت الاشياء.، وأن 65% من الشركـات تعتقـد بأن وقوع الحوادث الأمنية وارد وأكثر احتمالاً مع تطبيقات الثورة الصناعيـة الرابعـة. وعليـه فلو نظرنا إلى حجم المخاطر الأمنيـة فيما يتعلق بتطبيقات الثورة الصناعـية الرابـعة، لادركنـا تنامي التغييرات في تقنيات وأنماط الهجمات السيبرانيـة، وما يترتب عليه من ضرورة وأهمية سن القوانين والاستراتيجيات.
وتحدث الصالحي عن الجوانب الإيجابية للذكاء الاصطناعي في تعزيز الأمن السيبراني المؤسسي من خلال الاستفادة من البيانات الموجودة وتحليلها للكشف عن أوجه الضعف وتحديد المخاطر المتوقع حدوثها، كما تساهم هذه العملية في تقليل الوقت اللازم للتحليل والعمل على تصحيح الثغرات الأمنية، فوفقاً لتقارير أنظمة سيسكو فان ما يقارب %32 من المؤسسات في العالم تعتمد حاليا اعتمادا كبيرا على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتلبية احتياجاتها من الأمن السيبراني، كما أطلقت شركـة IBM في العالم الماضـي عدد من البرمجيات والأدوات العاملة بمبدأ الذكاء الاصطناعـي لتعزيز عمل مراكز عمليات الأمن الإلكترونـي (SOCs)، بحيث تعمل على مساعدة المختصـين والخبراء في تحليل البيانات و إصدار التقارير الفنية في غضون دقائق. وبناء على دراسات الشركـة، فأن 7% فقط من خبراء الأمن السيبراني في العالم على دراية ومعرفة بتقنية الذكاء الاصطناعـي، ولكنه من المتوقع أن يزداد".
اليوم الاول
يهدف المنظمون من خلال هذا الأسبوع إلى تعزيز وتوثيق التعاون بين الدول العربية والإقليمية في مجال السلامة المعلوماتية وتحديد الآليات المناسبة للتعامل مع الهجمات والتهديدات في الفضاء السيبراني، وقد ركزت أوراق العمل في اليوم الأول للمؤتمر على عدد من المحاور المهمة منها: التطور السريع للأمن السيبراني، التحليل المتجدد لأمن أنترنت الأشياء، دور الأمن السيبراني في التحول الرقمي، كما تضمن اليوم الأول عقد حلقتين نقاشيتين تناولت الأولى: القرصنة الإلكترونية وانتهاكها للخصوصية بينما ركزت الثانية على الاستجابة للهجمات السيبرانية.
هذا ومن المقرر أن تنطلق يوم غدا الثلاثاء فعاليات التمرين الإقليمي السادس لتقيم الجاهزية في مجال الأمن السيبراني والذي يستمر حتى يوم الخميس القادم والذي يشارك فيه عدد من المؤسسات الحكومية في السلطنة.